اختتمت الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، السبت، في العاصمة الإيطالية روما وسط أجواء "إيجابية" و"بناءة"، بحسب وزارة الخارجية الإيرانية.
ونقل التلفزيون الإيراني عن وزير الخارجية عباس عراقجي أن الجولة الثالثة من المحادثات النووية الأميركية-الإيرانية ستستضيفها سلطنة عُمان يوم السبت المقبل.
وقال عراجي "في المرحلة الحالية نشعر بالتفاؤل لكن مع قدر كبير من الحذر". وإن "الأجواء الإيجابية نسبياً في روما مكنتنا من إحراز تقدم فيما يتعلق بمبادئ وأهداف الاتفاق المحتمل".
اقرأ أيضاً: وزير الخارجية الأميركي: تقرير مرتقب قد يؤكد اقتراب إيران من القنبلة النووية
من جانبه، قال وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي إن "المحادثات بين أميركا وإيران تكتسب زخماً" و"غير المحتمل صار الآن ممكناً".
وأضاف في بيان صادر عن وزارة الخارجية العُمانية، أن المباحثات تهدف للتوصل لاتفاق يحافظ على حق إيران بتطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية، لافتاً إلى أن الجولة المقبلة من المباحثات بين طهران وواشنطن سوف تعقد في مسقط خلال الأيام القليلة القادمة.
وتأتي المحادثات في جولتها الثانية، في محاولة لحل الخلاف القائم بين الجانبين منذ عقود بشأن برنامج طهران النووي، وذلك في ظل تهديدات متزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن عمل عسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وقال عراقجي "جلسنا 4 ساعات للتباحث في روما وتوصلنا إلى مجموعة من التفاهمات والجولة الثالثة ستكون فنية على مستوى الخبراء".
وقال مسؤولون إيرانيون إن التفاوض تم بشكل غير مباشر بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر وسيط عماني ينقل الرسائل بين الجانبين، بعد أسبوع من جولة أولى استضافتها العاصمة العمانية مسقط ووصفها الطرفان بأنها "بناءة".
اقرأ أيضاً: واشنطن تستهدف عمليات "أسطول الظل" بعقوبات جديدة
وبحسب مصادر دبلوماسية، تواصل ويتكوف وعراقجي لفترة وجيزة في ختام الجولة الأولى، ولم تُعقد أي مفاوضات مباشرة بين البلدين منذ عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
ووصل عراقجي إلى روما، وفق منشور على حسابه في تطبيق "تيليغرام"، وكان قد صرّح يوم أمس الجمعة من موسكو بأن إيران ترى إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي إذا تحلت واشنطن بالواقعية.
الدبلوماسية الطريق لحل النزاعات
من جهته، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة "إكس" أن "إيران أظهرت دائمًا حسن نية والتزامًا بالمسؤولية تجاه الدبلوماسية كوسيلة حضارية لحل النزاعات"، مضيفاً: "ندرك أن الطريق ليس ممهّدًا، لكننا نواصل المضي قدمًا مستفيدين من دروس الماضي".
رغم ذلك، تحاول طهران خفض سقف التوقعات بشأن التوصل لاتفاق سريع، لا سيما بعد تصريحات لمسؤولين إيرانيين رجّحوا فيها قرب رفع العقوبات. وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأسبوع الماضي إنه "لا متفائل ولا متشائم بشكل مفرط" بشأن المفاوضات.
⭕️برأيك.. ما النتائج التي قد تثمر عنها المحادثات بين أميركا وإيران وروسيا وأوكرانيا؟
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) April 19, 2025
⬅️هل نشهد انفراجة قريبًا أم تصعيدًا جديدًا؟ 🤔
🔻شاركنا رأيك في التعليقات 👇 pic.twitter.com/3dGigXGlsN
في المقابل، صرّح ترامب للصحفيين يوم أمس: "أنا مع منع إيران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة".
هجوم إسرائيلي على إيران
في السياق ذاته، كشف مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان أن إسرائيل لم تستبعد تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة.
وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية خلال ولايته الأولى عام 2018، وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران، مستأنفًا سياسة "الضغوط القصوى" منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
وتسعى واشنطن إلى وقف إيران عن إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، معتبرة أنه يُستخدم في صناعة قنبلة نووية. فيما تؤكد طهران سلمية برنامجها النووي، معلنة استعدادها للتفاوض على بعض القيود مقابل رفع العقوبات، مع طلب ضمانات جدية بعدم تراجع واشنطن عن التزاماتها مستقبلًا.
اقرأ أيضاً: وسط اتفاق على مواصلة الحوار.. انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران وأميركا
ومنذ عام 2019، بدأت إيران بانتهاك القيود المفروضة بموجب اتفاق 2015، متجاوزة بكثير الحدود المسموح بها، وراكمت مخزونات من اليورانيوم تتجاوز ما يقول الغرب إنه ضروري للأغراض السلمية.
الخطوط الحمراء لإيران
وفي ما يخص موقف طهران التفاوضي، أكد مسؤول إيراني بارز، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية تشمل رفض تفكيك أجهزة الطرد المركزي، أو وقف التخصيب بالكامل، أو تقليص المخزون الحالي إلى ما دون مستويات 2015.
وترفض إيران أيضاً الخوض في مفاوضات بشأن قدراتها الدفاعية، وعلى رأسها برنامج الصواريخ الباليستية ومداها.
وفي خضم هذه التطورات، عرضت روسيا، إحدى الدول الموقّعة على الاتفاق النووي، التوسط والمساعدة بما يعود بالنفع على كل من إيران والولايات المتحدة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي